عبد الحليم حافظ

عبد الحليم حافظ

*************

مطرب مصرى – ولد عبد الحليم على إسماعيل شبانة فى 21 / 6 / 1929 بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية من أسرة تشتهر بجمال أصواتها – وقد توفيت والدته أثناء ولادته وبعد فترة قصيرة توفى والده حزنا على زوجته – فعاش حليم يتيما وكان ترتيبه الأخير بين اشقائه الأربعة . فتعهد شقيقه الكبيرإسماعيل بتربيته وأشرف على تلقينه الغناء والموسيقى – أما شقيقه الثانى محمد فكان مرافقا لحليم وأمينا لأسراره بينما شقيقته الكبرى ( علياء ) زوجة الأستاذ / عبد القادر الشناوى شقيق الفنان / كمال الشناوى فكانت بمثابة الأخت التى قامت بتربيته – أما عمـتـه فقد قامت بإرضاعه وتوفيت ايضا قبل فطامه فأنتقل مع شقيقه الى دار خالـه السيد / متولى عماشة الذى كان يعمل ببنك التسليف – وكان حليم منكسر منطويا على نفسـه . وحينما بلغ سن السادسة ألحـقه خاله بكـُتاب الشيخ أحمد لكنه هرب من الكـُتاب بسبب قسوة الشيخ .

- كان حليم منذ الصـغر يعشق الموسيقى حيث كان يقف أمام محل البقالة المجاور لمنزل خاله ليستمع لأغانى عبد الوهاب وأم كلثوم المنبثقة من الراديو وتأثر منذ صغره بالموالد التى كانت تحيها القرية وأثرت بشدة على وجدانه وثقافته الموسيقية .

بـداية دراســة الموسيقى :

*********************

- فى عام 1942 عندما بلغ حليم من العمر ثلاثة عشر عاما جاء الى القاهرة مع شقيقه اسماعيل والذى ألحقه بمعهد الموسيقى العربية وكان تأشيرة دخوله للمعهد هو إجادته فى غنائه أغنية عبد الوهاب ( علموه كيف يجفو فجفا ) وقد أذهل اللجنة الفاحصة له . وقد بدأ دراسة مبادئ العزف على آلة البيانو والأصوات وأصبح تعلم الموسيقى هو شغله الشاغل رغم الحياة البسيطة التى كان يعيشها مع شقيقه – فلم يرسب فى أى سنة وكان من الطلبة المتفوقين وكان يتطلع الى الإنتقال الى معهد آخر كان قد افتتح لأول مرة فى مصر وهو المعهد العالى للموسيقى المسرحية

- وفى عام 1945أقنعه الأستاذ / حسن الشجاعى بالإلتحاق بهذا المعهد واختار له قسم الآلات فدرس آلة الأبوا وتعرف على صديق عمره / كمال الطويل والذى كان يدرس معه بالمعهد فى قسم الغناء والأصوات – كما كان من اصدقائه بنفس الدفعة كل من ( احمد فؤاد حسن ، على إسماعيل ، فؤاد مصلحى ، فايدة كامل ، السيد إسماعيل ) وكان بينهم صداقة قوية ومتينة ألقت بظلها على سماء مصر وكتبت أسماءهم بحروف من ذهب فى تاريخ الفن المصرى – وقد تفرغ حليم للغناء بالصدفة عندما تأخر المطرب الشهير آنذاك / عبد الغنى السيد عن تسجيل أغنية من الحان كمال الطويل والذى طلب من حليم أن يغنى بدلا منه وما أنتهى من الغناء حتى اصابت الدهشة والإعجاب على جميع الحاضرين لنقاء صوته وإتقانه فى الغناء .

- تخرج حليم من المعهد العالى للموسيقى بدرجة متفوقة للغاية حيث كان ترتيبه السادس على دفعته وقد تولى إمتحانه أستاذ إيطالى والذى أعجب بصوته وموهبته فقرر إرساله الى إيطاليا لإستكمال دراسته الموسيقية هناك إلا ان حليم قد رفض السفر وقتها واستكمل دراسته بالقاهرة وحصل على درجة الدبلوم – ثم بحث عن وظيفة ليعيش منها فلم يجد سوى تعيينه بوزارة المعارف ليعمل مدرسا للموسيقى فى مدرسة بنات بمدينة طنطا رغم إقامته بالقاهرة مما كان يضطره للذهاب صباحا للعمل بطنطا ويعود فى المساء للقاهرة – بعدها تم نقله الى مدرسة بنات بمدينة الزقازيق ثم الى مدرسة بنات أخرى بالقاهرة ليستريح من معاناة السفر اليومية .

بدايـة رحـلة الطـرب :

********************

- عندما قامت الإذاعة المصرية بتكوين فرقة أوركسترا الإذاعة طلبوا من حليم ان يعمل كعازف لآلة الأبوا فالتقى بصديقه كمال الطويل وكان ينام عنده وفى الصيف ينتقل معه للإقامة معه فى منزل عائلة الطويل بمدينة الأسكندرية – وفى أحد الأيام التقى مع / حافظ عبد الوهاب والذى أعجب به وأقنعه بالتقدم الى لجنة امتحان الأصوات بالإذاعة لإعتماده مطربا بها – وبالفعل وقف حليم امام اللجنة وغنى اغنية عبد الوهاب الشهيرة ( مضناك جفاه مرقده ) كما غنى لأم كلثوم أغنية ( ظلمونى الناس ) – واستمر الإمتحان امام اللجنة لمدة ساعتين وكان النجاح حليفه – فأستبدل حليم اسمه منذ ذلك اليوم ليصبح اسمه ( عبد الحليم حافظ ) تقديرا لمكتشفه وتيمنا به حتى انه كان ينادى على حافظ عبد الوهاب بـ ( بابا حافظ ) – ثم جاءت لحظة الحسم فى حياته الفنية عندما حضر حليم فحص القبول للتسجيل بالإذاعة وكانت اللجنة الفاحصة وقتها مؤلفة من السيدة / أم كلثوم والأستاذ / محمد عبد الوهاب بالإضافة الى حافظ عبد الوهاب ومحمد القصبجى – فأعجبت اللجنة به وقررت التعاقد معه ليغنى فى الإذاعة .

- فى عام 1952 عندما قامت ثورة يوليو بقيادة الرئيس الراحل / جمال عبد الناصر – ولد حليم من جديد ليكون نجم الثورة وبدأ نجمه يبزغ فى سماء مصر .

- وعندما أحيا حليم حفلة أضواء المدينة بحديقة الأندلس احتفالا بإعلان الجمهورية المصرية حيث قام الفنان يوسف وهبى بتقديم حليم على المسرح – فقام الحاضرين بالترحيب به وكان تنصيبا لنمط جديد من الغناء وثورة غنائية بحتة حيث أحدث حليم بأغانيه ثورة غنائية مثيرة للجدل . ثورة فى الغناء وترسيخ أسلوب جديد فى الغناء الشرقى اعتمدت على أسلوب الأغانى القصيرة التى تقدم فى دقائق معدودة على إيقاعات ومقامات شرقية معتادة ممزوجة بحس غربى فى التوزيع الموسيقى لايفتقد للوعى وجاء متفقا مع الإنفتاح الموسيقى وخاصة مع إنتشار الإذاعة والإسطوانات – وقاد حليم جيلا كاملا من المطربين نحو التغيير. وكان فى عيد الثورة هو الملك واعتبر حليم هو المطرب الأول لها وأصبح أسمه أنشودة على لسان الجماهير – سجل حليم أغنيتى ( صافينى مرة ، على قد الشوق ) لإذاعة الشرق ثم سجلهم لإذاعتى لندن وصوت أمريكا فبدأ الحظ يبتسم له . وعندما غنى بمدينة الأسكندرية فى صيف 1954 بدأت الصحافة تكتب عنه وعن نجاحه الساحق وبدأت سفينته الغنائية تتراءى للجماهير ويسطع نجمه الى اعلى النجوم .

رحـلتـه مع التـمثيـل :

*****************

- فى عام 1955 بدأ حليم الإتجاه الى السينما حيث بدأ تصوير أول أفلامه باسم ( لحن الوفاء ) مع المخرج/ ابراهيم عمارة وامام الفنانة / شادية وتقاضى عنه أجر 300 جنيه وغنى فيه اغانى ( لاتلمنى ، احتار خيالى ، على قد الشوق ، أحن اليك ، تعالى أقولك ، لحن الوفاء ) . ثم قدم فى نفس العام فيلم ( أيامنا الحلوة ) مع المخرج / حلمى حليم وامام سيدة الشاشة / فاتن حمامة وعمر الشريف وأحمد رمزى – وقد تقاضى عن دوره بالفيلم أجر 800 جنيه – وقد غنى فى الفيلم أغانى ( هى دى هى ، ليه تشغل بالك ، الحلوة حياتى ، ياقلبى خبى ) وحقق الفيلم نجاحا كبيرا عند عرضه – بل أن الجمهور أستاء كثيرا من الفنان / احمد رمزى بسبب لكمه لحليم بعنف داخل أحداث الفيلم – ثم فيلما ثالثا هو ( ليالى الحب ) مع المخرج / حلمى رفلة وامام آمال فريد وعبد السلام النابلسى وقد غنى فيه أغانى ( كفاية نورك ، حلفنى ، ياسيدى أمرك ) – كما قدم فيلمه الرابع ( أيام وليالى ) مع المخرج / بركات وامام الفنانة / إيمان وأحمد رمزى ومحمود المليجى وقد غنى فيه أغانى ( توبة ، شغلونى ، انا لك على طول ، إيه ذنبى إيه ) – وقد أطلق على عام 1955 هو العام الذهبى لحليم .

- وفى عام 1956 ابتسم الحظ لحليم عندما شارك فى اول فيلم مصرى يصور سكوب الوان باسم ( دليلة ) من إخراج / محمد كريم وامام الفنانة / شادية وقد غنى فيه أغانى ( حبيب حياتى ، كان فين زمان ، اللى انشغلت عليه ، حرام يانار ، احنا كنا فين ، متقلش بكره ) – وفى نفس العام قدم فيلم ( موعد غرام ) من إخراج / بركات وامام فاتن حمامة وعماد حمدى وزهرة العلا ورشدى أباظة وغنى فيه ( لو كنت يوم أنساك ، صدفة ، حلو وكذاب ، بينى وبينك إيه ) .

- وفى عام 1957 قام حليم ببطولة فيلم ( الوسادة الخالية ) عن قصة الكاتب / إحسان عبد القدوس وإخراج / صلاح أبو سيف وامام الوجه الجديد / لبنى عبد العزيز وقد غنى فيه اغانى ( فى يوم من الأيام ، تخونوه ، أول مرة ، مشغول ) وفى هذا الفيلم تم اول لقاء فنى بين حليم والموسيقار / بليغ حمدى والذى لحن له أغنية ( تخونوه ) حيث لفت لحن هذه الأغنية اهتمام حليم عندما استمع اليه اثناء قيام بليغ بعمل البروفات الخاصة للمطربة / ليلى مراد على هذا اللحن فأستأذن حليم منها ليأخذ الأغنية ويضمها الى فيلمه . ثم قدم حليم فيلمين آخريين هما ( فتى أحلامى ، بنات اليوم ) فى نفس العام .

- فى عام 1959 شارك حليم فى بطولة فيلم ( شارع الحب ) من إخراج / عز الدين ذوالفقار وامام الفنانة الشحرورة / صباح – وفى نفس العام شارك فى بطولة فيلم ( حكاية حب ) والذى توقف تصويره لمدة ثلاث شهور بالكامل على الرغم من بناء الديكورات وذلك بسبب بداية مرض حليم وسفره للعلاج بالخارج لإجراء عملية جراحية – ثم ظهر كضيف شرف مع الفنان اسماعيل ياسين فى فيلم ( اسماعيل ياسين بوليس حربى ) .

- وفى عام 1960 قام ببطولة فيلم ( البنات والصيف ) امام الفنانة / سعاد حسنى حيث بدأت قصة الحب المشهورة بينهما .

- وفى عام 1961 قام ببطولة فيلم ( يوم من عمرى ) من إخراج / عاطف سالم وامام الفنانة الجميلة / زبيدة ثروت وغنى فيه ( خايف أحب ، بعد أيه ، بأمر الحب ، ضحك ولعب وجد وحب ) – كما شارك فى بطولة فيلم ( الخطايا ) من إخراج / حسن الأمام وامام الفنانة / نادية لطفى وعماد حمدى وحسن يوسف ومديحة يسرى وغنى فيه ( وحياة قلبى وأفراحه ، لست أدرى ، مغرور ، قولى حاجة ، الهوى ) .

- فى عام 1963 قام ببطولة فيلم ( معبودة الجماهير ) امام الفنانة / شادية وظل الفيلم لمدة أربعة سنوات مابين التوقفات بسبب المشاكل الإنتاجية حيث عرض الفيلم فى عام 1967 وقد غنى فيه ( حاجة غريبة ، جبار ، بلاش عتاب ، لست قلبى ، أحبك ) .

- وفى عام 1969 قام حليم ببطولة آخر افلامه السينمائية ( أبى فوق الشجرة ) من إخراج / حلمى رفلة وامام / نادية لطفى والوجه الجديد / ميرفت أمين . وغنى فيه أغانى ( قاضى البلاج ، الهوى هوايا , أحضان الحبايب ، خلى القلب ، جانا الهوى ) وقد حقق الفيلم وقت عرضه أرقاما خيالية فى الإيرادات وبقائه بدور العرض حيث استمر عرضه لمدة 52 أسبوع متواصل – ومازال حتى الآن يحقق ايرادات بدور السينما . وهو الفيلم الوحيد لحليم الذى لم يعرض بالتليفزيون حتى الآن .

- وفى عام 1973 خاض حليم مجال التمثيل الإذاعى للمرة الأولى والأخيرة عندما شارك فى بطولة المسلسل الإذاعى ( أرجوك لاتفهمنى بسرعة ) امام النجمة / نجلاء فتحى والنجم / عادل امام – ومن إخراج المخرج الإذاعى الكبير / محمود علوان .

علاقـته مع الموسيقار محمد عبد الوهاب :

**********************************

- فى عام 1955تعاقد الموسيقار محمد عبد الوهاب مع حليم على بطولة فيلمين سينمائيين ولحن له أول أغانيه وكانت اغنية ( توبة ) والتى ظهرت بعد ذلك فى فيلم ( ايام وليالى ) – ثم فى عام 1961دخل عبد الوهاب مع حليم شريكا فى شركة لإنتاج الأسطوانات باسم ( صوت الفن ) ولم يحدث بينهما خلافات مثل أى شركاء إلا خلاف وحيد عندما تم إنتاج فيلم ( الخطايا ) حيث كانت اغنية ( قوللى حاجة ) التى لحنها عبد الوهاب لحليم من بين أغنيات الفيلم وعندما وضعها المخرج حسن الإمام ضمن سياق الفيلم قرر ان يقطع الموسيقى اللحنية للأغنية لمدة عشر ثوانى لتتلاقى فيها نظرات حليم مع نادية لطفى تعبيرا عن الحب بينهما إلا ان عبد الوهاب ثار بشدة على ذلك وقرر إعادة مونتاج الفيلم والذى كان قد نسخ عددا كبير منه .

- وقد أهدى عبد الوهاب أغنيته الشهيرة ( لست أدرى ) الى حليم ليغنيها بعد ان قد غناها عبد الوهاب عام 1944 فى فيلم ( رصاصة فى القلب ) – وفى عام 1974 قام عبد الوهاب بتلحين أغنية ( فاتت جنبنا ) ليغنيها حليم من كلمات الشاعر / حسين السيد وقد حققت نجاحا ساحقا .

أغانى حليم الوطنيـة :

******************

- غنى حليم أول نشيد وطنى له فى عام 1952 بعنوان ( العهد الجديد ) من كلمات الشاعر / محمود عبد الحى وتلحين / عبد الحميد توفيق زكى وقد غناها بعد قيام الثورة مباشرة – ثم فى عام 1956 كان الموعد مع اول لقاء فنى بين حليم والشاعر / صلاح جاهين فى اغنية ( احنا الشعب ) والتى لحنها الموسيقار / كمال الطويل وهى أول أغنية يغنيها للرئيس الراحل / جمال عبد الناصر بعد إختياره شعبيا رئيسا للجمهورية .

- فى عام 1956 غنى حليم من تلحين عبد الوهاب اغنية ( اللـه يابلدنا ) .

- فى عام 1960 وفى حفل أضواء المدينة الذى أقيم بمحافظة أسوان غنى حليم أغنية ( حكاية شعب ) من كلمات الشاعر / احمد كامل وتلحين / كمال الطويل . احتفالا بوضع حجر الأساس بعد بناء السد العالى وقد حضر الحفل الرئيس جمال عبد الناصر – ومن الغريب ان الجمهور ظل صامتا طوال فترة الأغنية مما أثار حفيظة حليم بالقلق من الفشل ولكن عندما أعطيت إشارة النهاية حدثت المفاجأة فقد قوبلت الأغنية بعاصفة من التصفيق الحار خاصة من قبل رجال الثورة .

- فى عام 1962 غنى حليم ( أغنية الجزائر ) لشعب الجزائر وكفاحهم من أجل الإستقلال ونيلهم لحريتهم .

- فى عام 1967 واثناء فترة الحرب أقام حليم فى مبنى الإذاعة برفقة الشاعر / عبد الرحمن الأبنودى والموسيقار / بليغ حمدى وغنى حليم عشرة أغنيات وطنية متعلقة بالمعركة لعل من أهمها أغنية ( أحلف بسماها ) والتى وعد حليم أن يغنيها فى كل حفلاته الى أن تتحرر الأرض المغتصبة .

- بعد نكسة 1967 أقام حليم حفلا ضخما فى قاعة ألبرت هول بلندن وامام 8 آلاف شخص لصالح المجهود الحربى وإزالة آثار العدوان فقد غنى حليم أغنية ( المسيح ) وأغنية ( عدى النهار ) من كلمات الأبنودى والحان بليغ حمدى .

- بعد حرب 6 أكتوبر والإنتصار العظيم غنى حليم أغنية ( عاش اللى قال ) من كلمات / محمد حمزة والحان/ بليغ حمدى وكانت أول أغنية أشاد بها لدور الرئيس الراحل / أنور السادات – ثم فى عام 1974 كان الموعد مع آخر عمل فنى بين حليم وكمال الطويل عندما غنى ( صباح الخير ياسينا ) – وفى عام 1975 بعد افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية غنى حليم آخر أغانيه الوطنية ( النجمة مالت على القمر ) من كلمات / محسن الخياط والحان / محمد الموجى ثم غنى أغنية ( المركبة عدت ) من كلمات / مصطفى الضمرانى والحان / عبد الوهاب .

ممـيـزات حـليـم :

*************

- أبدع حليم فى الغناء باللغة العامية كما أبدع فى الفصحى وكان يتدخل فى الصغيرة قبل الكبيرة من القصيدة حتى انه كان أحيانا يعدل فى الأبيات الشعرية . فغنى ( يامالكا قلبى ) ، ( قارئة الفنجان ) كما غنى ( موعود ) ، ( نبتدى منين الحكاية ) فكان فى العامية يدخل القلوب تماما مثله فى الفصحى .

- استطاع خلال مرحلة الستينات والسبعينات ان يواصل مشواره فى غناء القصائد فبعد قصيدة ( لقاء ) لصلاح عبد الصبور . تعاون مع معظم المؤلفين العظام وعلى رأسهم الفيلسوف / كامل الشناوى والذى غنى له قصيدتى ( حبيبها ، لاتكذبى ) – وذلك قبل ان يتحول الى موجة شاعر المرأة والعشق / نزار قبانى والتى شهدت أهم أعماله فى تلك الحقبة فغنى له ( رسالة من تحت الماء ، قارئة الفنجان ) .

- لم تكن مرحلة السبعينات بالنسبة لحليم فترة أكثر من روعة من سابقتيها حيث لم يعد حليم قادرا على العمل بنفس الغزارة التى كان يرجوها خاصة بعد ان تملكه مرض الكبـد تماما خلال تلك الفترة بل انه اصبح زبونا دائما فى مستشفيات لندن . أما فى أوقات العمل فقد كان الإستديو الخاص به أشبه بالمستشفى المتنقلة ، ولكن بالفعل كان حليم منشغلا خلال سنوات السبعينات على العمل بشكل أكبر مع بليغ حمدى والذى كان من أغرز الملحنيين الذين عمل معهم حليم بعد عبد الوهاب والطويل والموجى – وقد أثمر هذا التعاون عن أجمل وأشهر الأغنيات فى تلك الفترة مثل ( زى الهوا ، نبتدى منين الحكاية ، فاتت جنبنا ) .

- غنى حليم للعديد من الشعراء منهم ( محمود إسماعيل ، عبد المنعم السباعى ، عبد الرحمن الأبنودى ، سمير محبوب ، محمد نجيب ، عبد اللـه الفيصل ، كامل الشناوى ، محمد حمزة ، امام الصفطاوى ، عبد الفتاح مصطفى ، صلاح عبد الصبور ، فتحى قورة ، حسين السيد ، صلاح جاهين ، خالد بن سعود ، نزار قبانى .. وغيرهم ) .

- كما غنى من الحان ( محمد عبد الوهاب ، محمد الموجى ، كمال الطويل ، بليغ حمدى ، رياض السنباطى ، حسين جنيد ، على إسماعيل ، على فراج .. وغيرهم ) .

- فى أغانى حليم نجد عمق الصوت والإحساس العالى والعاطفة الجياشة فى التأثير على المستمعين مما جعل منه أسطورة تستمع وتستمتع بالإنغام الحلوة العذبة وكأنه يهمس فى أذنك ليوصل رسالة أو رواية عاطفية تعيشها .

- تميز حليم بصدق التعبير وجودة الأداء وحسن أنتقاء كلمات أغانيه وألحانها كما ساعدته دراسته الموسيقية على التدخل فى الألحان التى تقدم له وتغيير مالايتناسب فيها مع قدراته الفنية والصوتية .

- أثرت وفاة والده و والدته على حياته بشكل عام فكان الحزن صديقه حتى فى ضحكاته ترى مسحة الحزن مرسومة على عينيه حتى انه كان يردد ( كثيرون يقولون أننى إنسان محظوظ أغدقت على الأقدار فى سنوات معدودة مالم تغدقه على غيرى فى سنين وأنا أقول لهم هل نسيتم سنوات البناء والتدريب . هل نسيتم اننى مكثت تسعة أعوام أتعلم فيها الموسيقى , هل نسيتم ان مجدى وصيتى ومالى لايساوون خفقة حنان من أمى ولمسة حب من أبى والذين فقدهم وانا صغير ولكن الحمد للـه فقد عوضنى ربى بأصدقائى ) .

- تميز حليم بحبه للقيادة فكان دائما يقود الفرقة الموسيقية بدلا من كمال الطويل مما آثار حفيظة كمال بوصفه المايسترو ولعله كان سببا للخلافات بينهما فى الفترة الأخيرة بينهما والتى تحول حليم بعدها الى الحان بليغ حمدى الذى لم يكن يستاء من قيادة حليم للفرقة الموسيقية على الرغم من ان بليغ هو قائد الفرقة الرئيسى .

- كلما جلست تحت ضوء القمر تتذكر أغانيه وكلما هب نسيم الحب تتذكر صوته أو جلست تحت شمسية على شاطئ البحر سترى الشماسى تدق أفضل الحانها . فهو مالك القلوب وأسير الشوق ومترجم الأحزان بصوته الشجى الرخيم . فهو مطرب كل الأجيال يعشقه الصغير والكبير . هو مؤذن لصلوات العشق وحمام الزاجل للعشاق ومرسال الحب الرائع . فإن إشتاق العاشق لمعشوقته فسيغنى ( على قد الشوق ) وان حزنت العاشقة من معشوقها فسيغنى العاشق ( صافينى مرة ) وان وقع احدنا فى الحب فسنغنى ( أول مرة تحب ياقلبى ) . وعندما غنى حليم لشاعر المرأة / نزار قبانى ألهب قلوب الرجال والنساء .

- حليم عبارة عن رسالة ولكن ليست من تحت الماء ولكنها رسالة أسطورية موعودة بصوت جبار تلقى بظلالها على سامعيها . فصوته كامل الأوصاف أضناه طول الليالى فغنى للضحك واللعب ولم يجدهما وغنى أول مرة تحب ياقلبى فكان الحب طيفا لم يجده فمشى فوق الأشواك وفى يوم من الأيام بدأت حكايته فظلمه الناس فى البداية وقذفوه بقشور الفواكه إلا انه استطاع ان يملك الإحساس العالى فبرق نجمه واصبحت إيدى الجماهير تكاد ان تنكسر من شدة التصفيق

- قدم حليم طوال مشواره الفنى اكثر من مائتان وثلاثون اغنية مابين الموشح المتطور والقصيدة والأغنية الطويلة والقصيرة والأغنية الدارجة السينمائية وكانت آخر أغانيه ( الرفاق حائرون ) وأغنية ( من غير ليه ) التى لحنها له عبد الوهاب ولم يسعفه المرض أن يغنيها أو يسجلها- وقد امتازت اعماله جميعها بالصدق والإحساس والعاطفة وكانت نموذجا رائعا وميزانا تقاس عليه باقى الأغانى ، ولحلاوة تلك الأغانى وعذوبتها فقد أغفلت الجماهير معاناته مع المرض وتعلقت به لسنوات طويلة وحتى الآن بالرغم من علمها بتلك المعاناة . فقد ولد حليم فى دائرة من الآلام وصاحبته البلهارسيا منذ نعومة أظافره وداهمه المرض وبدأ يزداد . إلا ان حليم ذلك الإنسان الفنان حمل تحت طيات جسمه النحيل كل تلك الآلام ولم يظهرها لأحبابه وجماهيره وكانت فلسفته دائما هو ان الجماهير ليس لها ذنب بمعاناته وأمراضه وانما تنتظر الفرح الذى يدخله الى قلوبهم .

رحـلـة المـرض والوفاة :

********************

- لقد أصيب حليم بتليف فى الكبد . وكانت أول مرة عرف فيها حليم بهذا المرض فى عام 1956 عندما أصيب بألام حادة اضطرته للسفر الى بريطانيا لإجراء فحوصات هناك مما أثبت اصابته بتليف فى الكبد سببه البلهارسيا . وبعد حوالى عشرون عاما من إكتشاف المرض الذى لم يكن له علاج حينها . فقد اعتاد جمهوره طيلة هذه السنوات على تواجد حليم فى المستشفيات وفى مستشفيات لندن على وجه الخصوص بشكل مستمر . وذلك فى نفس الوقت الذى أنهالت عليه أقلام المغرضين بإنه يدعى المرض لنسج مشاعر الجماهير حوله ومنهم من تجاوز ذلك بقوله ان حليم قد سافر الى لندن لعمل دعاية لشريطه الجديد ومنهم من قال انه يدعى المرض ليكسب عطف الجمهور .

- وفى نهاية مارس 1977 توقف قلب حليم ذلك القلب النابض بالحب والعطاء المشبع بالفن الأصيل . فقد توفى حليم وكان وقع هذا الحدث شديد الحزن على الفن العربى الغنائى وأليما وكئيبا على الملايين التى عشقت حليم ذلك الفنان الذى حقق النجاح فى كل ماتقدم بدءا من صافينى مرة الى قارئة الفنجان واستطاع ان يكتب اسمه فى سجل الخالدين بعد أن حفره فى أعماق محبى الفن الراقى الأصيل .

- شيع جثمانه فى جنازة مهيبة لم تعرفها مصر إلا فى وفاة الرئيس الراحل / جمال عبد الناصر حيث مشى فى جنازته اكثر من 300 الف شخص . وللأسف الشديد فقد حدثت حالات إنتحار كثيرة بعد وفاته خصوصا من الفتيات ممن سحرهن صوته العذب .

- اطلق اسمه على احد شوارع محافظة القاهرة الهامة وهو يقع بجوار معهد الموسيقى العربية بوسط البلد – كما أطلقت محافظة الشرقية اسمه على احد الشوارع بمدينة الزقازيق – وأصدرت مصلحة سـك العملة عملة تذكارية ذهبية وفضية تحمل صورته تخليدا لذكراه .

اهــم اعـمـالـه الغـنـائـيــة :

*********************

- أجمل صدفـة - أحضان الحبايب - أسـبقنى ياقلبى

- استعراض الطلبـة - الأصــيــل - أسـمر يا أسـمرانى

- اللى أنشـغلت عليه - انا خايف أقـول - أهـــواك

- أول مـرة تحـب - باحـلم بيــوم - بـأمـر الحــب

- بتلومونى ليـه - بلاش عـتـاب - بيــع قـلبـك

- تـوبــة - التــوبــة - جـانـا الهـوى

- جـبـــار - حاجـة غريبــة - حاول تـفـتكرنـى

- حبـك نــار - حـلو وكـداب - خـليك مـعـايــا

- دعــاء - ربـمــا - زى الهــوا

- ســــمـراء - ســــــواح - طاير ياحـمــام

- ظـلـمـوه - على حسـب وداد - على قد الشــوق

- الـقـرنـفــل - الــفــرح - قاضى البــلاج

- قوللـى حاجــة - قـولـوا لــه - كامل الأوصــاف

- كفاية نـورك علـى - لســــت أدرى - لاتـكـذبــى

- لســـت قلـبـى - لو كنت يــوم - ماتصـدقنيـــش

- فى يوم من الأيام - قصيدة لـقــاء - نعم ياحبيبى نعم

- ماشــى الطريـق - مركب العشـــاق - مـيـن انــا

- نـداء الماضــى - الهـوا هـوايـا - وحياة قلبى وافراحـه

- ياخلـى القـلـب - ياقـلبـى خلـى - يامـغـرمـيـن

- يامـواعدنـى بـكـره - يانـاكـر المعـروف - ياهلـى ياهلـى

- فات الربيــع - ابو عيـون جريئـة - احــبـــك

- اللـه يابـلـدنــا - احـنـا الشــعب - أحـن عليـك

- انا لك على طـول - احتار خـيالـى - الحلو حياتـى

- الحـلـوة - اللـيالــى - المركـبـة عـدت

- المســـــيـح - الوطن الأكـبـر - النجمة مالت على القمر

- باحـلم بـيــك - بـكـره وبـعـده - بركـان الغـضـب

- تـخــونــوه - حكـايـة شــــعب - حبيـبتى من تـكـون

- حـبـيـبـهــا - حـبيب حياتـى - خايف مرة أحـب

- حــلـفـنــى - حـرام يـانــار - روحـى حياتـى

- عشــانك ياقـمـر - عقـبالك يوم ميلادك - صــــورة

- صـافينـى مـرة - مــغــرور - هـى دى هـى

- اهـلا بالمـعـارك - يامالكـا قلبـى - اغنيـة الجـزائـر

- ضحك ولعب وجد - أحلـف بسـماهـا - عدى النـهـار

- عاش اللى قـال - مـداح القـمـر - أى دمعة حـزن

- مـوعـود - رسالة من تحت الماء - نبتدى منين الحكايـة

- فاتـت جـنـبنـا - الرفاق حائرون - قارئة الفـنـجان